رحلة النجاح

الدكتور سميح الطرابيشي من مواليد دمشق عاصمة الياسمين, درس وتخرج من جامعة الطب فيها عام 1978, قرر السفر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية للإختصاص والتعمق في الأبحاث العلمية, كانت جامعة إلينوس محطته الأولى للتدريب سنة 1979, حيث بدء بالإختصاص والبحث الطبي, ثم جامعة أوهايو, ثم جامعة ميغيل حيث تخرج منها عام 1987

بعد تخرجه بدأ ممارسة الطب في مستشفى سيتروز ميموريال 502 هايلاند بوليفارد انفرنس في ولاية فلوريدا, حيث عمل هناك لعشر سنوات وكان تركيزه الرئيسي منصبا على علاج ألام المفاصل وعمليات تبديل الركبة والورك.

في عام 1996 أعلن الدكتور الطرابيشي عن خطته في الإنتقال إلى الإمارات العربية المتحدة, هذا القرار فاجأ زملاءه في المستشفى الذين أخذو بالتساؤل ( لماذا سيترك المدينة التي يصفها جراحو العظام بالجنة ؟؟!! ) والأغرب أنه بنظرهم ليس هناك داعي للسفر للعمل في منطقة الخليج العربي لأنه ببساطة المريض الذي بحاجة لهذا النوع من العمليات سيقوم بالسفر إلى أمريكا وأوروبا لإجرائها.

لم يعلموا أن الهدف الرئيسي للدكتور الطرابيشي من السفر إلى دبي هي إعطاء أولاده الأربعة فرصه لقضاء وقت أكثر من والديه الذين يقيمون في تلك البلد الطيب, يذكر الدكتور الطرابيشي أنه في السنه الأولى قد أجرى فقط سبع عمليات إستبدال مفصل الركبة فقط ولكن بعد عدة سنوات أصبح المعدل مايقارب ال 850 مفصل في السنة مما جعله أحد أكثر جراحين المفاصل شهرة في العالمين ولقب بعراب جراحة المفاصل.

أسس الدكتور الطرابيشي عام 1999 أول بنك معلومات عن جراحة المفاصل في الشرق الأوسط حيث قام بربط هذا البنك بجامعة دندي في اسكوتلندا لعدة سنوات وبعدها بعدة مؤسسات أبحاث في أوروبا والإمارات العربية المتحدة, بناءا على هذه المعلومات إستطاع تطوير المفصل القابل للثني بشكل كامل ويمكن المريض من الجلوس بشكل كامل على الأرض وهو مالم يكن موجودا في السابق وحصل على 7 براءات إختراع على مستوى العالم حتى الأن في هذا المجال.

عراب جراحة المفاصل العالمي وأبو الركبة الإسلامية

هي بعض المسميات التي يحب المرضى الأعزاء أن يلقبو بها الدكتور سميح الطرابيشي بعد أن بدأ فعليا بإجراء عملية تبديل مفاصل الركب بإستخدام المفصل القابل بالثني بشكل كامل الذي قام بتطويره شخصيا مع مجموعة من أشهر الأطباء العالمين من خلال شركة Zimmer الأمريكية التي تعد الأضخم على مستوى العالم في المفاصل الصناعية وأحدث ثورة وتغير جذري في عالم جراحة المفاصل.

بدأت القصة عندما بدأ الدكتور الطرابيشي في الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء هذه العملية للمرضى القادمين من الشرق الأوسط وبالأخص المسلمين الذين يرغبون بمتابعة الصلاة بشكل طبيعي والجلوس على الأرض, حيث أن المفاصل المصنعة لم تكن توفر هذه الخاصية لسبب رئيسي وهو انه التركيز كله كان على المرضى الغربيين لتلائم قياساتهم ونمط حياتهم.

وبعد انتقاله إلى الشرق الأوسط عند مطلع الألفية الثانية لاحظ تحفظ المرضى المتزايد حول المفاصل الحالية في تلك الفترة, عندها أخذ الدكتور الطرابيشي على عاتقه إيصال هذه التحفظ وبدأ بمناقشته في أعرق المحافل الطبية الدولية وهو ماقوبل بنوع من عدم الإهتمام من أغلب المصنعين العالميين بسبب وجود منتج حالي يمكن للجميع الإستفادة منه, ذلك مما دفع الدكتور الطرابيشي للإصرار على تطوير مفصل يلائم حياة المريض الشرق أوسطي قياسا وقابلية للثني بشكل كامل, وبتوفيق الله وإرادته تطور المفصل بشكل مذهل وأصبح الأكثر إستخداما على مستوى العالم حيث تمت تسميت المفصل

بيرسونا من شركة زيمر الأمريكية ( Persona implant by Zimmer )

حصل الدكتور الطرابيشي خلال هذه المسيرة الحافلة وحتى الأن على 7 براءات إختراع عالمية من الولايات المتحدة الأمريكية وأورابا بفضل الله وتوفيقه وجميع هذه البراءات يدور في فلك الثني الكامل للمفصل, المحافظة على الأربطة والعضلات الملائمة الأفضل لقياسات مرضى الشرق الأوسط وحاليا تفصيل المفاصل بشكل خاص لكل مريض بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D وإعادة إستبدال مفصل الركبة.

أسس ويرأس المؤتمر العالمي لجراحة المفاصل بالشرق الأوسط منذ العام 2012 , الأضخم والأكثر حضورا على مستوى المنطقة المتخصص في عالم جراحة المفاصل لمناقشة كل ما هو جديد وحقيقي في هذا المجال.